من حقي ان اسافر
يسألني الكثير من
اصدقائي لماذا لا أسافر لزيارة فلسطين وللأسف الاجابة طويلة ولكن سأحاول أن
أشرح في هذه التدوينة بعض المصاعب والمشاق التي يواجهها الفلسطينيين من سكان الدول
العربية تحديدا في التنقل بين الدول العربية او حتي زيارة فلسطين نفسها
سأبدء بموقف حدث معى
, منذ شهرين أصيبت زوجتى بعارض صحي توجب معه سفرها لدولة تونس للعلاج
بأعتبارها اقرب بلد لليبيا محل أقامتى وخدماتها الطبية أفضل , وطبعا دخول تونس
يتطلب الحصول علي فيزا وبالفعل ذهبت للسفارة التونسية للحصول علي الفيزا وللعلم
أنني لم أزر تونس من قبل مطلقا تفاجئت بالموظف المسؤول يخبرني بأنه علي التقدم
بالطلب عن طريق السفارة الفلسطينيية ومن ثم العودة اليهم ؟؟؟ وذهبت بالفعل للسفارة
الفلسطينية وقمت بتعبئة النموذج المطلوب وعندما سألت الموظف عن موعد
المراجعة اخبرني ان اراجعهم بعد اسبوع لان النموذج سيذهب من السفارة الفلسطينية في
ليبيا الي السفارة الفلسطينية في تونس التي ستحيله بدورها لوزارة الداخلية
التونسية ومن ثم يأتي الرد وعندها استلم الموافقة واذهب بها للسفارة التونسية واحصل
علي الفيزا ومن ثم اسافر علي كل حال خلال فترة الاسبوع هذا تحسنت صحة زوجتى
كثيرا وعدلت عن السفر نهائيا ذكرت هذه الحادثة كمقدمة لموضوع السفر الي فلسطين
سفرى كفلسطينى الي فلسطين وبالتحديد الي قطاع غزة يعتبر أشبه ما يكون بلعبة الحظ ,
سفرى من ليبيا الي فلسطين (قطاع غزة ) يتوجب معه المرور من خلال دولة مصر والمرور
من خلال مصر يتطلب الحصول علي فيزا ومدة الفيزا الممنوحة تختلف حسب مزاج الموظف
المسؤول فأحيانا تسمي فيزا ترانزيت او مرور لمدة 72 ساعة يرافقك خلالها مجند امن
من بوابة امساعد الحدودية بين ليبيا ومصر اذا كانت رحلتك بالبر او من
مطار القاهرة حتى معبر رفح علي الحدود المصرية الفلسطينية ويجب عليك التكفل
بمصاريف هذا المجند طوال الطريق , وهناك فيزا لمدة شهر او لمدة ثلاث أشهر طبعا
لايوجد معايير محددة معمول بها في السفارة المصرية توضح لماذا الاختلاف في مدة الفيزا
كالسفارات الاجنبية في منح الفيزا فكل شئ خاضع لمزاج الموظف المسؤول وطبعا
الحصول عليها خلال اسبوع او اسبوعين يعد بمثابة حلم فأحيانا يستمر الانتظار لمدة
ثلاث اشهر وطبعا لايوجد رقم هاتف او موقع الكتروني او حتي بريد الكتروني لتراجعهم
من خلاله فاذا كنت تقطن في مصراتة او الزواية او اى مدينة بعيدة يتوجب عليك
ان تذهب لترجع السفارة كل فترة واخرى كل ماسبق يعد هينا امام ماسيأتي تخيل معي
اننى اجتزت كل هذه العوائق حصلت علي دعوة من احد اقاربي في غزة للزيارة وتحصلت علي
الفيزا المصرية ومن ثم حان موعد السفر وحجزت التذكرة وركبت الطائرة ونزلت في مطار
القاهرة هنا تبدء لعبة الحظ فعلا , سأذكر هنا موقف حصل مع احد اصدقائي كان
يريد زيارة والديه في غزة بعد ان ذاق الامرين في الحصول الفيزا المصرية وبعد ان ان
قدم لهم كل ما يثبت انه ذهب لزيارة غزة وغزة فقط ولن يفكر مطلقا في الجلوس حتى علي
مقهي في مصر حزم حقائبه واصطحب زوجته وابنه وركب الطائرة ونزل في مطار القاهرة
وعندما وصل الي الشباك للحصول علي ختم الدخول اقترب منه شخص بلباس مدنى
(ضابط امن دولة) واخد منه جواز لسفر قلب صفحاته بهدوء ثم نظر اليه وسلم جواز سفره
واخبره انه لن يدخل مصر صدم صديقى المسكين واعتقد ان هناك لبس ما وحاول ان
يشرح للظابط انه لايريد زيارة مصر بل فقط مجرد العبور من اراضي مصر الي قطاع غزة
كرر الظابط جوابه بالنفي وان الامر لا يعنيه أقسم له صديقي ان كل أوراقه
سليمة ولكن الضابط لم يكترث فقط اجابه (انتا شكلك محترم وعشان المدام والواد انت
مش هتبات في الحجز هسيبك في صالة الانتظار مع العسكرى والصبح ترجع ليبيا علي نفس
الرحلة ) لملم صديقي حسرته وامله في رؤية والديه وجلس بجانب حقائبه ينتظر الصباح
ليعود , الغريب هنا ولعبة الحظ التي اتحدث عنها ان نفس الصديق كرر المحاولة بعد
شهر من محاولته الاولي ودخل مصر بكل سهولة ولم يعترض احد طريقه ودخل غزة وقضي
شهرين مع والديه وعاد الي ليبيا ما اريد قوله ان تعامل المصريين معنا كفلسطيينين
لا يخضع لا لشروط ولا ضوابط ولا قوانين بل فقط لمزاج وهوى الموظفين في السفارة
وهوى ضباط امن الدولة في مطار القاهرة او معبر امساعد الحدودى
وهناك العشرات والعشرات
من القصص عن الصعوبات التي نواجهها كفلسطينيين في السفر الي فلسطين وبالذت الي
قطاع غزة زد علي ذلك نظرة الريبة والشك والاتهام التي نواجه بها في المطارات
العربية واننا مشتبه بنا طوال الوقت نعم من حق كل دولة ان تحمي نفسها وترعي امنها
واعرف ان السفارات الاجنبية لديها هي ايضا شروط صعبة احيانا للحصول علي الفيزا
وتستغرق اوقات طويلة ولكن مشكلتنا نحن الفلسطينيين التعامل العربي معنا أمنى
ومخابراتي بالدرجة الاول وبدون أسباب واضحة , ناهيك عن الاغلاقات المفاجئة لمعبر رفح
البري وهو المنفذ الوحيد لغزة علي العالم يتم اغلاق المعبر من قبل الاشقاء
المصريين بدون سابق انذار ودون مراعاة لظروف المسافرين المرتبطين بمواعيد سفر او
التزامات او طائرات , وليت الامر يتوقف هنا لا بل وصل الامر بالسلطات المصرية الي
اخطار المطارات الاوروبية بمنع الفلسطينيين من صعود الرحلات المتجهة الي مصر من
تلك الدول لأنهم ممنوعون من دخول مصر خلال هذه الفترة نعم اتفهم ان هذه القرار لها
موجباته نتيجة للظروف التي تمر بها مصر ولكن السلطات المصرية دأبت بأستمرار قبل
ثورة 25 يناير وبعدها علي التعامل معنا كمشتبه فيهم
لي صديقة كانت في تركيا الفترة الماضية والان محتجزة هناك حيث لا يسمح لهم الركوب في الطيارة الذاهبة إلى #مصر كونها فلسطينية، #فلسطين
— ℜℯℯ₥ Ịḓris (ϴωḓα) (@ReemOwda) August 22, 2013
اخوتي المصريين نحن لا
نسعي لتقسيم بلدكم ولا حرقه ولا تدميره نحن فقط مجرد عابري سبيل نريد المرور من
ارضكم لزيارة وطننا